مقال للدكتور علي حسين فاضل بعنوان ” الامراض المشتركه بين الانسان والحيوان”.

الامراض المشتركه بين الانسان والحيوان

لقد كان للحيوانات دائما وعلى مدار التاريخ دور في حياة الإنسان.. إما للحماية و للتنقل أو كمصدر غذائي أو للتربية المنزلية، وعلى الوجه الآخر من العملة فإن الحيوانات تعتبر خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من  (200) مرض معدٍ تعرف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان .

وتعد الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان من أكثر أشكال الأمراض المنتشرة في الطبيعة، حيث أشارت الدراسات المسحية بأن 816 من أصل 1407  (58 %) من المسببات المرضية التي تصيب الإنسان والتي تتضمن 208 فيروساتَ وبريونprion و538 جرثومة وركتسيا و 317 فطر و57 وحيد خلية طفيلي و287 ديدان helminthes كانت من أصل حيواني zoonotic، وبمعنى آخر قادرة على أن تنتقل طبيعياً بين الحيوانات والبشر.

 

والامراض المشتركه يمكن  تعريفها على أنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان.قد تحدث هذه الأمراض في الإنسان على شكل حالات فردية مثل الإصابة بداء السالمونيلا أو على شكل جماعي مثل وباء البروسيلا الذي أصاب الآلاف في الكويت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كما أن هذه الأمراض قد تكون ذات آثار صحية محدودة ولكنها سريعة الانتشار بين الأفراد مثل التسممات الغذائية والنزلات المعوية بينما في بعض الأمراض الأخرى قد تكون خطيرة جدا وقاتلة إذا لم تعالج في الوقت المناسب مثل داء الكلب أو السعار.
تكمن خطورة هذه الأمراض في أنها تؤثر على الحالة الصحية للأفراد وتؤثر على الثروة الحيوانية وعلى مصادر الغذاء للإنسان ولقد زادت حدة وخطورة هذه الأمراض خلال السنوات الماضية بسبب زيادة الطلب على الغذاء (وخاصة الحيواني المصدر) نظرا للزيادة الرهيبة في معدلات النمو السكاني بدون زيادة مقابلة في الثروة الحيوانية وما ترتب عليه من زيادة لحركة نقل الحيوانات بين الدول بل وبين القارات أيضا وترتب على ذلك أيضا تغير في أساليب الرعي وأساليب تربية الحيوانات وتغيرت بيئة الحيوان وازداد قربا من المجتمعات الإنسانية.

ومن أمثلة هذه الأمرض السالمونيلا والبروسيلا وداء الكلب والطاعون والحمى الصفراء والأنفلونزا وحمى الوادي المتصدع الجمرة الخبيثة والدرن وحمى غرب النيل والتهابات المخ و. ويتوقع الخبراء العالميون أن تزيد حدة هذه المشكلة خلال العقدين القادمين نظرا لاستمرار وجود أسباب المشكلة السابق ذكرها دون حلول جذرية بالإضافة لظهور مسببات جديدة للأمراض لم يكن معروفا أنها تتحور لتنتقل من الإنسان إلى الحيوان، ومن أمثلة هذه الأمراض مرض جنون البقر وسارس وأنفلونزا الطيور وعودة ظهور الدرن وحمى الوادي المتصدع.

 اعداد م. م.  علي حسين فاضل / كلية الطب البيطري