الاعتماد المهني لعضو هيئة التدريس
إن المؤسسات التي ترغب في الحصول على الاعتماد الأكاديمي لابد أن تراجع تخصصات أعضاء هيئة التدريس مع المقررات التي يقومون بتدريسها بالفعل لأن التوافق بين تخصص المؤهل وممارسة العمل يعد مطلب أساسي في حصول المؤسسة على الاعتماد ، ولذا فحديثنا في هذا العدد عن النوع الثالث من الاعتماد وهو الاعتماد المهني لعضو هيئة التدريس،إذا كان الاعتماد الأولي يختص بالاعتراف بجودة المؤسسة التعليمية، والاعتماد الأكاديمي/ البرنامجي يختص بالاعتراف بالبرنامج الدراسي للمؤسسة فإن الاعتماد المهني يختص بالاعتراف بجودة وأهلية الأشخاص لممارسة المهنة وبذلك فهو يمنح للشهادة الأكاديمية من قبل مؤسسات اعتمادية أعدت لهذا الغرض كالنقابات والاتحادات أو لروابط المهنية بكل مهنة وبذلك يعرف بأنه الاعتراف بالكفاية لممارسة مهنة ما في ضوء معايير تصدرها هيئات ومنظمات مهنية متخصصة علي المستوي المحلي والإقليمي ، إن وجود ترخيص قانوني مبني علي مستوي وأساس فني سليم يسمح للفرد بمزاولة المهنة التي ينتمي إليها هو السبيل الأمثل للتعرف علي حقيقة مستوي الأفراد المتعامل معهم ، كما يمنع أدعياء المهنة من العمل في مجالها ، ويضمن كفاءة العمليات والخدمات
وفي جميع المهن غير التدريس ينبغي أن يتخرج طلاب المهنة في كلية مهنية معتمدة حتي يمكنهم التقدم لامتحانات الإجازة والترخيص لمزاولة المهنة، وتستهدف امتحانات الإجازة والترخيص ضمان أن يكون المرشحون للمهنة قد أتقنوا المعرفة والمهارات التي يحتاجونها لممارستها علي نحو مسئول ، والاختبارات التي تطبق في مثل هذه الأحوال يضعها خبراء في مجال المهنة في ضوء معايير متفق عليها ، وتضم عادة المعرفة المتخصصة ، ومكونات الأداء التي تتعلق بالممارسة أو التطبيق في المجال وأحيانا تعقد اتفاقيات وترتيبات بين المؤسسات المهنية والمؤسسات التعليمية لوضع الضوابط والمستلزمات الأكاديمية والتدريب العملي الكفيل بمنح هذه البرامج الأكاديمية نوعا من التأهيل يترتب عليه إعفاء الخريج من عدد من الاختبارات أو جميعها ويتعين علي الراغب في الحصول علي هذا النوع من الاعتماد اجتياز اختبار أو عدد من الاختبارات للحصول علي رخصة الممارسة في حقل الاختصاص.
يهدف الاعتماد المهني لعضو هيئة التدريس تجويد مستواه والاعتراف به محليا وإقليميا وعالميا وعليه يمكن تعريفه بأنه منظومة متكاملة تهدف إلي ضمان جودة إعداد عضو هيئة التدريس وجودة أدائه لعمله وتنميته مهنيا بشكل مستمر وذلك من خلال عمليات الترخيص وتجديد الترخيص لمزاولة المهنة ، ومعني ذلك أن الاعتماد المهني لعضو هيئة التدريس سلسلة متصلة الحلقات تبدأ باعتماد المؤسسة والبرامج للتأكد من استيفائها للشروط والمعايير المطلوبة ، ثم الترخيص للخريجين لمزاولة المهنة ، ثم تجديد الترخيص بشكل دوري لضمان استمرارية التنمية المهنية والالتزام بأخلاقيات المهنة ، والترخيص يعني الاعتراف من قبل الجهات المختصة بأهلية عضو هيئة التدريس وتمتعه بالمواصفات اللازمة لممارسة المهنة
وفى ذلك دعوة من إدارة الجامعة على مراجعة تخصصات أعضاء هيئة التدريس مع المقررات التي يقومون بتدريسها استعدادا لتهيئة برامج الجامعة للاعتماد الأكاديمي .